وفاق سطيف مؤشرات فريق تنافسي

ظهرت، نوعية المنافسين لا تعطي الوجه الحقيقي، والجمهور سيكون "نجم" الموسم

نشر في من طرف الهدّاف

كانت الفرصة لأنصار الوفاق السطايفي أمسية أول أمس الأحد لمشاهدة مواجهتين وديتين، الأولى للبدلاء أمام اتحاد البرج، والثانية وهي الأهم أمام نجم مڤرة للفريق الأساسي

الذي ينتظر أن يبدأ به الوفاق موسمه الكروي. وقد أخذ الطاقم الفني للوفاق دون شك نظرة عن الجاهزية الفردية لكل واحد من عناصر التشكيلة، ولو أن نوعية منافسي الوفاق في كل المواجهات الودية وعدم اللعب أمام أي فريق من العيار الثقيل تجعل من الصعب تحديد مستوى الوجه الحقيقي للفريق.

وقد شدت أنظار أنصار الوفاق السطايفي أكثر للمواجهة الثانية أمام مڤرة، خاصة أن الفريق يبقى يعاني من مشكلة المواجهات الودية، وكان لقاء مڤرة الفرصة لعناصر التعداد السطايفي من أجل معرفة مدى جاهزية الفريق لأول لقاء من البطولة.

ويبقى الجانب الأفضل في لقاءي أول أمس هو أن الوفاق بالتشكيلتين سواء التي لعبت المواجهة الأولى أو التي لعبت المواجهة الثانية هو الجانب البدني، حيث أكمل الوفاق كل مقابلة بطريقة جيدة وكما بدأها، وحتى الأهداف كانت حاضرة في نهاية كل اللقاء (الهدف الثالث أمام قرواش سجله شرقي في النهاية)، والأهداف التي كانت من بن شادي، جابو وناجي سُجلت كلها في أخر لقاء مقرة.

وفي اللقاء الأول الذي كان أمام إتحاد البرج، سجلنا بروز ملفت للعديد من اللاعبين في مقدمتهم أمير قراوي الذي لم يكن متربصا مع الفريق، والذي كان الأفضل في وسط الميدان، كما لم يخيّب فراحي وكان أداؤه امتدادا لأداء مواجهات التربص. كما برز زعبوب أيضا في منصبه الجديد بمحور الدفاع، أما اللاعب البارز الأخير فقد كان عمور الذي لعب للمرة الأولى وديا مع الوفاق ورغم الصعوبات التي وجدها في المرحلة الأولى، فقد قدم أداء خارقا.

وإذا كان أداء فراحي في المواجهة أمام قرواش غير مفاجئ، وهو الذي كان أكبر المتألقين في تونس، فإن هذه المواجهة كشفت أيضا أن القادم من مولودية العلمة أمير قراوي يوجد في الخدمة مسبقا لشغل منصب في وسط الميدان الهجومي، وإن لم يكن ذلك بدءا من لقاء النصرية فالأكيد أنه سيكون بعده مباشرة.

ولكن رغم النتيجة التي كانت فوق أرضية الميدان، فإن الوفاق ما زال يعاني من مشكل تنسيق بين عناصره، خاصة مع اللاعبين الغانيين اللذين يظهر أنهما بدآ من المشكل نفسه الذي يعاني منه كل الأفارقة في البداية وهو صعوبة اللعب في "الطارطون". وكان أداءهما فوق العشب الطبيعي في مقابلات تونس أفضل، ولو أن حتى طريقة التمركز فوق أرضية الميدان في مواجهة مقرة لكل واحد منهما تكشف أن خير كبير ينتظر منهما.

كما أن الرباعية التي تم تسجيلها في مرمى مقرة، لا يمكن أيضا أن تخفي غياب الفعالية عن الهجوم السطايفي، وهذا بالنظر إلى العدد الكبير من الفرص التي ضيعها الخط الأمامي للوفاق والتي وصلت في حساباتنا إلى 15 فرصة فعلية للتهديف، وهو ما يعني أن الفريق يبقى بحاجة إلى أكثر عمل من أجل إصلاح الخلل الهجومي.

ويبقى الوفاق السطايفي بحاجة إلى عمل كبير في المرحلة القادمة من أجل الوصول إلى التنسيق اللازم بين عناصره، إضافة إلى الوصول إلى مستوى اللياقة لجميع اللاعبين، ولن يكون الفريق جاهزا بنسبة 100 من المائة من ناحية الانسجام إلا بعد مرور 3 أو 4 أسابيع إضافية.

وكان اللاعب المغترب خالد قورمي الذي لعب الشوط الثاني من المباراة (دخل بالضبط في د51) هو اكتشاف اللقاء، حيث قدم أداء في المستوى وذكر الأنصار كثيرا باللاعب المغربي بن وضيح الذي جاء إلى الوفاق في بداية سنة 2006، ولكنه لم يؤهل وقتها لعدم امتلاكه شهادة لاعب دولي وهو لاعب تأسف على مغادرته الجميع، لأن يلعب في الرواق الأيمن بطريقة خارقة جدا شبيهة بالتي لاحظها الأنصار أول أمس مع قورمي.

من جهة أخرى ورغم لعب الوفاق ما مجموعه 5 مواجهات ودية أمام كل من النادي الإفريقي آمال، إتحاد بسكرة، إتحاد المنستير، قراوش ومڤرة، إلا أن الملاحظ أن الوفاق لم يواجه أي منافس من العيار الثقيل، وكان كل منافسيه من أندية الدرجة الثانية والثالثة، ما عدا المنستير الصاعد الجديد إلى القسم الأول التونسي، وبالتالي يبقى من الصعب الحكم على المستوى الحقيقي للوفاق.

ولكن من جهة أخرى ربحت العناصر السطايفية الكثير من ثقة الأنصار، وخرج أغلب من كان في ملعب 8 ماي بقناعة أن التشكيلة السطايفية قادرة على التنافس على المراتب الأولى في الموسم الجديد، وهي الرسالة التي وصلت الجمهور جيدا.

وبرز أيضا عامل اسمه الزخم (تعبير عراقي) الهجومي للوفاق في لقاء مڤرة من خلال تسجيل 3 أهداف في فترة 5 دقائق، وهو الأمر الذي يتكرر مرة أخرى لأن الوفاق أمام بسكرة سجل أيضا 3 أهداف في أول 4 دقائق من بداية الشوط الثاني (ناجي 46، 48 وحشود 50).

الأمر الذي تكرر أيضا بالإضافة إلى التسجيل على التوالي هو أيضا مواصلة استعمال سلاح الكرات الثابتة، ما يؤكد وجود عمل جدي على هذه القضية في التدريبات لأن الهدف الأول الذي سجله ديس جاء من مخالفة لجابو، كما سجل جابو مخالفة مباشرة مرة أخرى بعد مخالفتي حشود في مرمى بسكرة والمنستير، لتكون المخالفات المباشرة بمثابة السلاح الجديد لوفاق كاستيلان.

كما أنه من بين الأمور الإيجابية التي خرج بها الوفاق من تربص تونس وأيضا من المواجهات الودية أمام قرواش ومڤرة هو عدم تعرض أي من اللاعبين إلى إصابات، وهو أمر إيجابي قبل 5 أيام فقط من بدء الموسم الكروي، لأن العديد من الفرق تجد نفسها تخسر لاعبين في مواجهات ودية.

ويبقى الأمر الجميل في الحصص التدريبية للأيام الثلاثة الأولى ثم لقاءي قراوش ومڤرة هو موقف الجمهور السطايفي الذي كان أكثر من خارق وساند الفريق سواء 1500 مناصر الذين حضروا اللقاء الأول أو 5000 مناصر الذين حضروا المواجهة الثانية أمام مڤرة، ولم يبخلوا على الفريق بالمساندة ويظهر أن سلوك الجمهور السطايفي في الأيام الأخيرة ستجعل منه النجم أو اللاعب الأفضل أداء في وفاق 2011-2012.